رأيك

«حكايات حياة».. حياة الدرديري تكتب: إنت متعرفش بتكلم مين ؟؟؟

أنت متعرفش بتكلم مين؟؟؟ هل صادفتكم هذه الجملة في حياتكم من قبل؟؟ إن كانت صادفتكم فمرحبًا بكم معنا في ثانى حكايات حياة وإن لم تكن صادفتكم فمرحبًا أيضًا وتابعوا هذه الحكاية الشيقة أنت متعرفش بتكلم مين ؟؟

كثيرًا ما يقابلنا في حياتنا أشخاصًا يعانون من عقد النقص والعجرفة وياحبذا لو أضيفت بعض البهارات مثل منصب أو حالة مادية يبقى كده فل أوي.. أنت أمام حالة متوهجة من البارانويا أو جنون العظمة والإحساس بالذات.

غالبًا تأتى البارانويا نتيجة إضطرابات في الشخصية ناتجة عن توترات وعلاقات أسرية غير متزنة وأحيانًا تكون نتيجة خلل عقلي واضطرابات نفسية أنتجت لنا هذا الكائن البغيض الذى يتغذى على أذى الآخرين الذي يرى نفسه من طينة غير طينة البشر يعتقد أنه خلق فوق الناس ولابد عليهم ان يتحملوا أخلاقه الدنيئة وقساوة ألفاظه وتقصير والدايه في تربيته وتقويمه في حياتنا الاجتماعية.

كثيرا ما نقابل هذه الشخصيات التي تتحدث معنا بنبرة التعالي البغيضة فهناك منهم من يستقوى بعائلته وعندما تتحدث معه يسارع ناطقًا أنت بتكلمني أنا.. أنت متعرفش أنا من عيلة مين؟؟؟ ولا أنا ابن مين؟؟

دائمًا يتبادر إلى ذهني في هذا التوقيت الرد البلدي الأصيل.. ابن مين يعنى ابن بارم ديله يا خي… وعندما تنظر إلى من ينطق هذه العبارة غالبًا يكون مايساويش بصلة أو حتى قشرها.. ولو سيدة غالبًا تكون سطحية وغير مثقفة وجميع اهتماماتها تنحصر في كيفيه المنظرة على خلق الله، طريقة مقززه للتعامل مع الآخرين فهذا وجه من أوجه جنون العظمة الذي يصيب دائمًا ضعاف النفوس والتربية.

ذات مرة حزينة بنت لذينة كنت في أحد مولات مدينة السادس من أكتوبر الكبرى وكنت أتجول وأتسوق ودخلت إلى أحد المتاجر التي يسميها الناس تفاخرًا برندات كنت أبحث عن فستان مناسب لحفل عشاء وأثناء وجودي بالمكان سمعت أصواتًا تتعالى على الكاشير ويعلو عن باقى الأصوات صوت سيدة، قائلة: (أنتي بهيمة أنتي متخلفة أنتي متعرفيش أنا مين؟؟؟).

دبت في داخلي سريعًا حاسة الفضول التي نتسم بها جميعًا عندما نسمع أصوات عالية يترجمها المخ سريعًا أنها خناقة أو عركة.. وقفت قريبة من الحدث لأعلم ما يحدث وإذ بي أرى سيدة في النصف الاخر من خمسينيات العمر يبدو عليها أنها (شبعة بعد جوع).. هكذا «خبط لزق» لأن ألفاظها النابية لا تمت للرقي بأي صلة وليس بينها وبين حسن الخلق أي تعارف لا من قريب أو بعيد.

تابعت الموقف وإذ بهذه السيدة تمسك بعاملة فى المكان وتنهال عليها سبابا وذيلت هذه وصلة الإهانة عندما أتى المدير ليتحدث معها إخرس إنت خالص إنت عارف انت بتكلم مين؟؟؟؟ اقتربت أكثر من أحد العاملين بالمكان لأعرف ماذا فعلت هذه العاملة المسكينة لتستحق كل هذا السباب من هذه المتصابية.

وعلمت أن كل جريمة هذه الفتاة أنها تجرأت وطلبت منها أن تلتزم بدورها في غرفة تغيير الملابس.. ياااالها من جريمة.. في هذا التوقيت كان كل ما يشغل بالي هو أن اعلم من هذه السيدة أو كإجابه على تساؤلها إنت عارف بتكلم مين؟؟

أنا بقى عاوزه أعرف هي مين؟؟؟ تابعت الموقف عن كثب وكيف تم (لَم الموضوع، أيوه بالبلدى كده) وتعسيف العاملة وإجبارها على الاعتذار للسيدة… سريعا ذهبت من اجل أن أعرف من هى وليتنى ما عرفت.

هذه الحادثة وغيرها تجعلنا جميعًا نناشد أولى الأمر أن بجانب الخبرة وبجانب العلم وبجانب الشهادات رجاءًا إجراء تأهيل قوي لمن يتم اختيارهم في المناصب القيادية والإدارية الهامة؛ لأن هذه المناصب وجدت لخدمة المواطن وخدمة الوطن.. وهناك الكثير من التصرفات الاستفزازية التي تحدث بإستمرار.. فبرجاء الانتباه والحذر.. لا نريد زيادة هذه الفجوة لابد أن يعلم الجميع أن منصبه القيادي أيًا كان مكانه هو لخدمة القانون والوطن والمواطن.. فوقوا يرحمكم الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock