رأيك

هويدا عطا تكتب: سفر المغلوب إلى الجنوب «1»

أنا غلطت.. يابووووووي واااااااه ياغلبي سبحان الله.. للأسف هناك ظاهرة غريبة عجيبة، فشباك القطار زمان الذي كانت تذكرته بـ5جنيهات فقط، كان وبات أنضف بكثير من شباك القطارالآن التى تذكرته وصلت إلى 150جنيه وهو يعتبر من النوع «المعتبر المفتخر»، ويحمل من الأسماء الأوروبية مايجعلنا سعداء بارتياده.

ففجأة داهمني الحنين لذكريات غالية، حيث شعرت بالشوق لأيام زمان الجميلة بكل مافيها من فرح وحزن، وراحة وتعب، يكفى أنها كانت تنعم بوجود أكثر القلوب صدقا و حبا وخوفا عليك وهما الوالدين جوهرة القلب وعين الروح.

فقلت فلا أجعل سيدنا القطار هذه المرة وسيلتي لطي ساعات السفر الطويلة طيًا ممتعًا إلى الصعيد الطيب الجنوب الحزين، نعم هي ساعات طويلة تتجاوز الـ7ساعات وربما تصل إلى ال9 ساعات، لكننى أحبها لأنني اقضيها في ممارسة هوايتي القديمة وهي عشقي لمشاهدة المناظر والمشاهد الخلابة التي تقع على طرفي القطار من جبل صامد وخضراء الحياة وماء الروح والمحبة والحنين الذى يسوقنى سوقا لملاقاة أمى وأبي ولهفة انتظارهما واشتياقهما لي الذي كان يسبق اللقاء.

وإن عز الان اللقاء لحظى العاثر جلست بجوار شباك مكتنز بالاتربة التى تعمدت حجب رؤية ومشاهدة ما كنت أحبه واعشقه حتى بات الريف المصرى الجميل وكأنه قطعة من الضباب والشبورة الغامضة الملامح يا للأسف، لن استعيد زمانى الجميل اومشاعرى الثمينة المتأججة بمحبة المكان والزمان ومن يسكنانهما والتي كانت تهيئنى لكتابة الحروف المعلقة بظلال نخلة أو حلم فلاح بسيط يجر حلمه وحماره وامرأة تغتسل بماء الترعة الغزير في عين الشمس استعدادًا لترانيم الليل الساحرة وهفهفات أعواد القمح وذرةصفراء ببهاءالذهب، وافتخار لابسيه وطيور تحوم حول ماتبقي من خبايا الحقول اليابسة الآن بت انا قصيدة مستحيلة في حضرة التراب والضباب المتعمد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock