رأيك

أسماء الصغير تكتب: موقعة الجردل والمخدة

خلف كل باب حكايات مختلفة وأسرار كثيرة منها السعيدة والحزينة، المليئة بالطيبة والقسوة ولكن إلى اى مدى تصل القسوة، معقول تصل لقتل هدية وعطاء ربنا بناتنا لمجرد أنهن بنات.

فتاة تعمل فى محل عاملة نظافة ملامحها صغيرة، وأثناء حديثي مع صديقة لي عن الأطفال وشقاوتهم، تقاطع الفتاة الحديث قائلة: «أنا بناتى تؤام سنتين والشقاوة كلها ، قاطعت كلامها مندهشة ، بناتك ازاى شكلك صغير».

وهنا بدأت تحكى مأساتها: «من 4 سنين كان عندى 17 سنة اتعرفت على شاب وكان بيحبنى جدا وطلبنى من أهلي واتجوزنا، وكان بيشتغل في دولة خليجية وسافرنا مع بعض، وظل رجل مثالي في الحب والدلع والهنا، وبعد أشهر عرفت أني حامل، ومرت أيام وعرفت أني حامل في توأم بنات، وهنا الدنيا اتغيرت واتحول لوحش طالبا التخلص من الحمل لانه بيكره البنات، ولكني رفضت، فزادت قسوته التي وصلت أنه يزقني من على السلم ولكن الحمل لم يتأثر لإرادة ربنا الأقوى من الكل».

وقبل ميعاد الولادة نزلنا مصر، وبالفعل ولدت ورفض أني أطلع من المستشفى مع أمى وأبى، ومشيت على بيتنا حتى لا تزداد المشاكل، ولكنى فوجئت أنه رافض أني أجيب أي حاجة للبنات وقطع أي إتصال بينى وبين أهلى، ويغلق الباب بالمفتاح وهو نازل.

وبعد عدة أيام، بنت من بناتى بتعيط، مسك المخدة وكان عايز يموتها، جريت وصوت واخدت البنت، ضربنى أنا بشدة، وتأخد نفس عميق وتستكمل: «طلبت منه كثيرًا لشراء لبن للبنات لأننى من كثرة حزني لا أستيطع الرضاعة ولكنه رفض».

المصيبة الأكبر، أنه مرة أخرى أخد بنت من البنات يريد اغراقها في جردل ماء، فضربته بقوة على رأسه بتمثال صغير لانقاذ بنتي، فاخدت يومها علقة موت، يأست وفهمت أننا هنموت أنا والبنات، ولكنني في اليوم ده انتظرت حتى نام وقررت أخد المفتاح والبنات وجريت في الشارع بجلبية البيت، استنجدت بأهلى وكانوا في صدمة من منظري، ورفضوا أي تواصل معه، والحمدلله اقدرت اخلعه وبشتغل وبصرف على بناتي.

كنت أسمع وأنا في شدة الاندهاش من القسوة التي في قلب هذا الأب ولكنها هي تحكي بابتسامة رقيقة؛ لأنها تشعر بالراحة والأمان بالبعد عنه شاكرة ربها لنجدة البنات من موقعتى المخدة والجردل.

الأمل دائمًا موجود مهما مرت علينا محن، يظل مع العسر يسر، وبعد مرور الصعب نبتسم بهدوء ونقول «الحمدلله».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock