رأيك

أميرة قطب تكتب: العيب فيكم مش فيهم

ردود أفعال الإنسان على أي شيء ما هي إلا استجابات سريعة حركية أو حسية نتيجة لمثيرات خارجية وهو ما يترجم المعادلة الشهيرة لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه .. نعم مساوٍ له في المقدار أي بنفس حجم تأثيره ومضاد له في الاتجاه فالمؤكد أنه عكسه.

هذا بالفعل ما يحدث لكل إنسان تجاه أي فعل لا يرضيه سواء كان هذا الإنسان يتمتع بالهدوء النسبي أو يتسم بالعصبية لكن شكل رد الفعل هو المعبر دائما عن شخصية صاحبه لأن هذا يعود في النهاية إلى التركيبة الربانية للإنسان.

استيقظت صباح أمس على screenshot للفنانة القديرة سوسن بدر ترد فيه على تعليق سخيف لإحدى المتابعات لديها تسألها فيه تعليقا على فيديو لها وهي تستمع باستمتاع لأغنية النجم حسين الجسمي بالبنط العريض.. «هو انتي لسة عايشة»؛ لترد عليها القديرة سوسن بدر بكل رزانة وذكاء: «الحمدلله وبعدين بتسأليني أنا ليه إسألي ربنا سبحانه وتعالى كاتب لكل إنسان عمره».

استوقفني تعليق الفتاة ثم فاجأني رد سوسن بدر لكن الموضوع لم يأخذ مني كثيرا حتى استمريت في تقليب الـtimeline الخاص بي على السوشيال ميديا ليصادفني موقف آخر للموسيقار هاني شنودة الذي تحدث بكل أدب واحترام أيضًا لشاب علق على أحدث صوره المنشورة على «السوشيال ميديا»، معلقًا: «أنا معرفش مين دا»؛ ليرد عليه في تعليق أيضًا ويقول: «أستاذ محمد يشرفني اني اقدم لك نفسي لنا اسمي هاني شنودة ملحن مؤلف موسيقي بس مش دا المهم.. المهم أن كل الناس دول بيحبوني .. اتشرفت بيك» ليعطيه درسًا هو الآخر في الأخلاق.

سواء الفنانة سوسن بدر أو الموسيقار هاني شنودة فهم نماذج كبار قيمة وقامة في مجالهما وكبار أيضًا في السن فعلينا أن نستوعب كم الغضب الذي بالتأكيد انتابهم فور رؤية تلك التعليقات السخيفة إلا أنهم فضلوا التحلي بالرقي والأخلاق في ردودهم على أناس يمكن أن نقول عنهم أنهم بلا رقي ولا أخلاق كي يتعاملوا معهم بهذه الطريقة … لأن الفنانة سوسن بدر لم تخطىء عندما عبرت عن سعادتها وانبساطها بأغنية الجسمي … ولم يخطيء الموسيقا هاني شنودة عندما نشر عبر تويتر صوره ليعلن من خلالها أن هذا الحساب هو الحساب الشخصي الوحيد له.

وهو نفس الحال بالنسبة لقصة دينا الشربيني وعمرو دياب ومطالبتهم المستمرة بإعلان شكل العلاقة التي تجمعهما .. لا أعلم كيف يتم الإعلان أكثر مما حدث على مدار العامين الماضيين بالإضافة للأسئلة المتداولة دائما وهي كيف لها أن ترتبط برجل يكبرها في العمر بمثل هذا الفارق – ياناس دا عمرو دياب – وكيف للسوبر ستار عمرو دياب أن يرتبط بفتاة صغيرة في السن سبق وأن حكم عليها بالسجن ؟! – مهو دا أكبر دليل على الحب أتنازل عن كل حاجة عشانها – إلا أن الثنائي من الواضح أنهما اتفقا على العيش للاستمتاع بحياتها دون الرد على أي سخافات .

لكن على النقيض نجد العديد من الفنانين يكرسون الوقت للرد على متابعيهم عبر السوشيال ميديا فردا فردا وتشتغل الخلافات وتظهر الشتائم بينهم تقريبا بشكل يومي وهنا أيضا تظهر شخصية الفنان .

خلاصة القول … سوسن وهاني أعطوا درسًا ليس فقط للفنانين زملائهم في كيفية الرد على المتابعين لكن أيضًا للمتابعين الذين ينقصهم الكثير في تقبل الآخر وكيفية التعامل معه.

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء واتركوا الناس يفعلون ما يحلو لهم فأنتم لستم ملائكة على الأرض لأن العيب بكم ولم يكن بهم والنقص بكم وليس بهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock