رأيك

«كلاكيت».. فايزة هنداوي تكتب: كريستوفر نولان يعيد تصدير الوهم الأمريكي في «TENT»

شهور طويلة  قضاها  عشاق السينما في العالم انتظارا لفيلم «TENT»، لعدة أسباب منها نوعية الأفلام المختلفة التي يقدمها المخرج كريستوفر، والتي دائمًا ما تثير الجدل وتفتح بوابات الأسئلة مثل «Memento»، و«Inception»، و«Intersteller »، فنولان له جمهوره الكبير الذي ينتظر أفلامه بشغف.

السبب الثاني هو التعطش لمشاهدة الأفلام في قاعات العرض بعد حظر طويل فرضه انتشار فيروس كوفيد 19 «كورونا المستجد»، فرغم عرض بعض الأفلام الجديدة على المنصات الرقمية يبقى لقاعة السينما سحرها الخاص الذي لا يضاهيه اي عرض رقمي أو تليفزيوني.

الفيلم بالفعل حقق إيرادات جيدة، إلا أنها ليست على قدر التوقعات حتى الآن، خاصة أن الفيلم تكلف 207 مليون دولار، وصورة نولان في سبع دول مختلفة، هي الدنمارك، إستونيا، الهند، إيطاليا، النرويج، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

كما لم يعتمد على برامج الكمبيوتر إلا في أضيق الحدود لدرجة أنه قام بتفجير طائرة ضخمة حقيقية، ولكن الفيلم فشل في أن يحقق التفاعل مع الجمهو، رغم الإمكانيات الكبيرة والتقنيات العالية، إلا أنه على المستوي الدرامي كان ضعيفًا.

يعاود كريستوفر نولان في الفيلم هوايته المفضلة في التلاعب بالزمن، من خلال عميل سري أمريكي يتم تكليفه بمهمة من قبل منظمة سرية تدعى «tenet»، أو «عقيدة» لإنقاذ العالم من الفناء والدمار الذي يخطط له رجل أعمال روسي، وهي فكرة مكررة يعيد من خلالها نولان تصدير الوهم الأمريكي، لذلك فهو لم يعطي البطل الأمريكي عميل cia إسمًا؛ للتأكيد على رمزية البطل المُخلص الأمريكي.

بدأ الفيلم بمشهد رائع لعملية إقتحام دار للأوبرا عن طريق فريق «S.W.A.T» يتشارك فيها عميل استخبارات أمريكي «Protagonist» من أجل إنقاذ عميل متخفي تمت كشف هويته، ليكتشف بعد ذلك مهمته في إيقاف تنفيذ خطة لتدمير العالم.

اشتكي الكثيرون من عدم فهم الفيلم، ورغم أن القصة واضحة إلا أن مشاهد التلاعب بالزمن كانت كثيرة ومربكة، خاصة في مشاهد العودة للماضي، حيث كانت العودة لا تتم بشكل مباشر من النقطة المعاصرة إلى نقطة الرجوع، بل كانت تتم بالمرور على الفترة بين الزمنين بشكل عكسي، مستخدمًا نظريات فيزيائية معقدة مما تسبب في عدم الفهم.

اهتم نولان بفكرة الزمن المعكوس والتقنيات والتصوير الذي كان على درجة عالية من التميز لمدير التصوير «هويتي فان هويتما»، الذي كان بارعًا في إستخدام الإضاءة والحركة السريعة للكاميرا، مع إبراز التفاصيل، وقد ظهر هذا الأسلوب مع المشهد الافتتاحي واستمر طيلة أحداث الفيلم.

ولكن اهتمام تينيت بالتقنيات ومشاهد الأكشن والتشويق والنظريات الفيزيائية، مثل الانعكاس الزمني Inversion ومفهوم الإنتروبي أو الفوضى، جاء على حساب الإهتمام بالدراما ورسم الشخصيات وتطورها والعلاقات بينها، فجاءت كلها مسطحة، دون تاريخ أو ملامح قوية تبرر تصرفاتها فيما عدا شخصية «كات» التي أدتها اليزابيث ديبيك، لذلك كان أدائها  التمثيلي هو الأفضل للفيلم.

تمكنت من فهم الشخصية وتاريخها ودوافعها، في حين جاء أداء كينيث برانا باهتا لشخصية  الشرير التقليدي اندري ساترو، لأن الشخصية مكتوبة بشكل نمطي، وكان ديفيد واشنطن متميزًا  فى دور العميل السري الذي يسعى لانقاذ العالم، ليؤكد نجاحه في التمثيل الذي جاء اليه من عالم كرة القدم الأمريكية.

ورغم اسم لودفيج جوارنسون الكبير في علم الموسيقي، إلا أنه لم يوفق في وضع موسيقي تصويرية ملائمة للفيلم، حيث كانت الموسيقي مزعجة  بشكل كبير وساعدت علي انفصال المشاهدين عن الفيلم، إضافة للحوار الذي جاء مباشرا وخطابيا بشكل كبير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock